مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين – COP29
ينبغي لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (COP29) في هذا العام الحاسم أن يفضي إلى اتفاقٍ على حزمة تمويلية جديدة للمناخ. إذ يُعدُّ التمويل حجر الأساس للتعاون العالمي في مواجهة تغيّر المناخ، وأحد الركائز الأساسية للوفاء بالتزامات اتفاقية باريس. العدالة المناخية لا يمكن أن تتحقّق إلّا عندما نقطع الطريق أمام المُسبب الرئيسي لأزمة المناخ: أي صناعة الوقود الأحفوري. نتحدّث هنا عن الأزمة التي فُرضت على مجتمعات الجنوب العالمي المستضعفة في الأساس، ومنها دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك من خلال تأمين دعمٍ وتمويلٍ جديدٍ إضافي لهذه المجتمعات التي تقف عند الخطوط الأمامية للأزمة.
11 – 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
مدينة باكو، أذربيجان
حان الوقت لمحاسبة صناعة الوقود الأحفوري
مرّة أخرى، يُكلّف قادة العالم في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (COP29) باتخاذ إجراءات فعّالة وتحويلية لصالح الناس وكوكب الأرض. وفي ظلّ الأزمات المزدوجة التي نواجهها والمتعلقة بالمناخ والتنوّع البيولوجي، نحن بأمسّ الحاجة إلى دمج العمل المناخي بالتمويل. لذا، يجب على الحكومات الالتزام بهدفٍ طموحٍ وجديدٍ للتمويل المناخي لدعم البلدان النامية، والعمل على تحميل قطاع الوقود الأحفوري وغيره من كبار الملوّثين ثمن الأضرار التي تسبّبوا فيها.
في الوقت الذي تشير فيه أحدث البيانات الرسمية إلى تفوّق عام 2024 على عام 2023، باعتباره الأكثر احتراراً منذ بدء التسجيل، تزداد آثار أزمة المناخ بشكلٍ سريع، وقد برزت هذه الآثار على نحوٍ أكبر من خلال الخسائر الفادحة في الأرواح وسُبل العيش التي تسبّبت بها الفيضانات الكارثية – فضلاً عن ظواهر الطقس المتطرّف الأخرى – في العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نذكر منها فيضانات المغرب الأخيرة وساحل ليبيا الشرقي في العاشر من أيلول/سبتمبر 2023.
علاوةً على ذلك، يجب أن نتوقف عن التسبّب بمزيد من الخسائر والأضرار، حيث أصبح المناخ الآمن والحد الأقصى لارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية في خطرٍ حقيقي، بسبب صناعة الوقود الأحفوري المُلوّثة التي تستفيد من هذه الأزمة. يُمثّل مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين فرصة لتحقيق تقدّمٍ جذري على صعيد العمل والتمويل المناخيَّين.
في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، تدعو غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى:
1- اعتماد هدف جديد للتمويل المتعلّق بالمناخ: هو الهدف الكمّي الجماعي الجديد (NCQG)، الذي يلتزم بزيادة التمويل العام بشكلٍ كبيرٍ للبلدان النامية، مع تضمين مبدأ “الملوّث يدفع”.
2- التخلّص التدريجي من الوقود الأحفوري: المضي قدماً في تنفيذ اتّفاق مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين (COP28) لتحقيق التحوّل بعيداً عن الوقود الأحفوري، وذلك من خلال إدراج خطط وسياسات للتخلّص التدريجي من الوقود الأحفوري ضمن المساهمات المحدّدة وطنياً للدول (NDCs) لعامَيْ 2030 و 2035، بما يتماشى مع هدف الحد من الاحترار عند 1.5 درجة مئوية.
الملوّثون يجب أن يدفعوا: أرواحنا قبل أرباحهم
وقّع/ي العريضة