نشأة الحراك
في العام 1971، قام طاقم مؤلّف من 12 شخصاً، متحلّين بإيمانهم/نّ في تحقيق عالمٍ مسالمٍ وصديقٍ للبيئة، بالإبحار على متن قارب صيدٍ قديم من مدينة فانكوفر في كندا. لقد آمن هؤلاء بقدرة مجموعةٍ صغيرة على إحداث التغيير. تمثّلت مهمّتهم/نّ في الوقوف كشهود عيان على تجارب القنابل النووية التي كانت تجريها الولايات المتحدة الأميركية في جزيرة أمشيتكا بألاسكا آنذاك، وفي منع استمرار هذه التجارب. أطلق الطاقم على أنفسهم/نّ اسم غرينبيس، وصرّحوا للإعلام: “هدفنا بسيط وواضح ومباشر، أن نبدأ المواجهة بين قوى الخير وقوى الشر. نحن نصرّ إصراراً تاماً على حماية البيئة لأجل أطفالنا والأجيال المقبلة.” لم يتمكن الطاقم من الوصول إلى وجهته، ولم تتوقف التجارب التي أراد الطاقم إيقافها، إلا أنها أصبحت آخر التجارب التي تجريها الولايات المتحدة في تلك المنطقة. لقد أثار هذا التحرك اهتمام الرأي العام المحلي، وتمكّنت غرينبيس من خلاله من مخاطبة عقول وقلوب الأشخاص في كندا. وفي الأشهر التي تلت هذا التحرك، انتشرت رؤية الطاقم إلى كافة أنحاء العالم، الأمر الذي أدى إلى نشأة الحراك البيئي الذي يُعرف اليوم باسم غرينبيس.