عندما يصبح تنفّس الهواء صراعًا يوميًا: قصّة من قلب القاهرة

هناك يوم لن أنساه أبدًا! فجأة، بدأ وجه أمي ينتفخ، اختفى صوتها، وفقدت القدرة على التنفّس. خلال دقائق معدودة، كانت حياتها معلّقة بخيط رفيع. في المستشفى، كان الأطباء على وشك فتح مجرى هوائي في حلقها لتتمكّن من أخذ نفسٍ إضافي.

هذا المشهد المروّع لم يحدث بسبب مرض نادر أو حادث عرضي، بل نتيجة مباشرة للهواء الملوّث الذي نتنشّقه جميعًا في القاهرة يوميًا.

القاهرة تحت سماء ملوّثة

من يقيم في القاهرة يعرف تمامًا كيف يبدو المشهد: طبقة دخان رمادية تحجب السماء، تتسلّل إلى البيوت والفصول الدراسية، وتُثقل صدور الأطفال والكبار.

الإحصاءات تؤكّد أن القاهرة من أكثر المدن تلوثًا في العالم، لكننا لا نحتاج إلى هذه الأرقام لنُدرك الحقيقة. يكفي أن نعيشها: السعال المستمر، الصداع المتكرّر، العيون الدامعة، وأزمات التنفّس التي تطرق أبواب آلاف العائلات يوميًا.

المشكلة الأكبر: أن تنفّس ما هو مجهول

الخطورة تكمن في أننا لا نعرف بالضبط ما الذي نتنفّسه. غياب أنظمة مراقبة الهواء المستمرّة والشفافة يجعل تلوث الهواء عدوًا خفيًا يهاجم فجأة بلا سابق إنذار، كما حدث مع أمي ومع كثيرين غيرها.

من تجربة شخصية إلى قضية عامة

قصتي مع أمي ليست حالة فردية أو استثنائية على الإطلاق. فتعيش آلاف العائلات في القاهرة الكابوس نفسه يوميًا: أطفال يعانون من أزمات ربو متكرّرة، كبار السن يتنقّلون بين المستشفيات، وآباء وأمهات يتساءلون: هل أصبح تنفّس الهواء ترفًا؟

الحق في هواءٍ نظيف

ليس من الطبيعي أن يصبح فتح النافذة خطرًا على الصحة، أو أن يعيش ملايين الأشخاص في مدينة يُعدّ فيها التنفّس مغامرة يومية. من حقّنا جميعًا معرفة حقيقة الهواء الذي نتنشّقه، ومن حقنا المطالبة بوجود أنظمة مراقبة الهواء دائمة، مع بيانات دقيقة وشفافة.

صوتك يصنع الفرق

تستحق القاهرة سماءً صافية وهواءً نقيًا، وأنت تستطيع أن تكون جزءًا من الحل. وقّع الآن على العريضة من أجل هواء نظيف، وساعد في بناء مستقبل صحي وآمن لنا ولأطفالنا.

من أجل هواء صحيّ ونظيف

يتعرض أكثر من ٩٠٪ من سكان العالم للهواءالخارجي السامّ. ويقدّر أن تلوث الهواء يتسبب في أكثر من ٧ ملايين حالة وفاة مبكرة في جميع أنحاء العالم سنويًا.

انضم إلينا