لماذا يجب اتّخاذ إجراءات فورية لمكافحة التلوّث بالمواد البلاستيكية؟

قضية التلوّث بالمواد البلاستيكية ليست مجرّد شأنٍ بيئي؛ بل هي تُمثِّل تهديداً مباشراً للصحّة العالمية والتنوّع البيولوجي والاستقرار الاقتصادي في مختلف مناطق العالم، ولا سيّما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وإذ نوشك على الدخول في دوّامةٍ من الأضرار التي يتعذّر إصلاحها، أصبحَ من الضروري إدراك الحاجة المُلِحَّة لمكافحة التلوّث بالمواد البلاستيكية

على الرغم من المحاولات الفردية لمكافحة التلوّث البلاستيكي والحدّ منه، إلا أن هذه الجهود أثبتت التجارب أنها غير كافية، فقد تضاعف إنتاج البلاستيك منذ عام 2000، ولم يتم إعادة تدوير سوى 9% منه

لا يمكن التغاضي عن آثار المواد البلاستيكية على صحتنا؛ إذ عثر العلماء على الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في 8 من أصل 12 نظاماً رئيسياً في جسم الإنسان، بما في ذلك القلب، المعدة، الهرمونات، الجلد، الجهاز المناعي، الرئتين، الأعضاء التناسلية والكلى. وأظهرت الأبحاث الأخيرة كذلك وجود جُسيمات بلاستيكية دقيقة في دم الإنسان، المشيمة وحتّى في الشرايّين، مما يظهر مدى عمق اختراقها لجسم الإنسان

ثمة اليوم حاجة ملحّة للعمل من أجل مكافحة التلوّث البلاستيكي. والأمر لا يقتصر فقط على دعم مبادرات التنظيف أو الحلول المحدودة من حيث فعاليّتها، بل يتعلق بمعالجة تلوث البلاستيك من مصدره، بحيث نمنع بناء مستقبل تكون فيه حيوية كوكبنا وصحة شعوبنا معرضة للخطر.

نحن الآن في المراحل النهائية من المفاوضات التي تقودها لجنة التفاوض الحكومية الدولية (INC) بهدف وضع معاهدة عالمية ملزمة قانوناً لإنهاء التلوث البلاستيكي. هذه فرصة لا تتكرر إلا مرة في كل جيل لإنهاء التلوّث بالمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.

يحتاج قادة العالم إلى الاتفاق على معاهدة عالمية قوية بشأن البلاستيك، وستكون غرينبيس حاضرة للضغط من أجل تحقيق ذلك – لكننا بحاجة إلى مساعدتك! 

مع تضافر جهود ملايين الأشخاص في منطقتنا ضم تحرّك عالمي لا يمكن إيقافه، يمكن لتبرّع صغير منك أن يسهم في تأمين معاهدة طموحة من شأنها تنهي عصر البلاستيك – من أجل صحّة مجتمعاتنا ومناخنا وكوكبنا