لماذا يجب اتّخاذ إجراءات فورية لمكافحة التلوّث بالمواد البلاستيكية؟
ليست قضية التلوّث بالمواد البلاستيكية مجرّد شأنٍ بيئي؛ بل هي تُمثِّل تهديداً مباشراً للصحّة العالمية والتنوّع البيولوجي والاستقرار الاقتصادي في مختلف مناطق العالم، ولا سيّما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وإذ نوشك على الدخول في دوّامةٍ من الأضرار التي .يتعذّر إصلاحها، أصبحَ من الضروري إدراك الحاجة المُلِحَّة لمكافحة التلوّث بالمواد البلاستيكية
تأثير الجسيمات البلاستيكية الدقيقة على صحّة الإنسان
أظهرت الأبحاث الأخيرة وجود جُسيمات بلاستيكية دقيقة في دم الإنسان، الأعضاء البشرية، المشيمة وحتّى في الشرايّين. تمرّ هذه الجسيمات عبر حواجز الجسم وتستقرّ داخل الأنسجة الحيوية. وقد يؤدّي ذلك إلى أزمات صحّية غير مسبوقة، إذ من المعروف أنَّ هذه الجسيمات تُسبِّب الالتهابات وتلف الخلايا، الأمر الذي قد يسفر عن مشكلات صحّية خطيرة.
تُنذِر الجسيمات البلاستيكية الدقيقة الموجودة في مجرى الدم والأعضاء بتهديدٍ صحّي مباشر، بل لها آثار طويلة الأمد على صحّة الإنسان، ومن ضمنها التأثيرات المُحتمَلة على الخصوبة والمناعة وعبء الأمراض عموماً على أنظمة الرعاية الصحّية.
أكثر من مجرّد اهتمام بنظافة البيئة
في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تترتّب تكاليف اقتصادية باهظة على دولها جرّاء التلوّث بالمواد البلاستيكية. ويؤدّي التأثير الواسع للمواد البلاستيكية على الحياة البحرية إلى تفاقم مواطن الضعف الاقتصادي، وبخاصّةٍ بالنسبة للمجتمعات التي تعتمد على الصيد والسياحة. ونظراً لعدم وجود استثمارات كبيرة في مكافحة التلوّث بالمواد البلاستيكية، من المُرجَّح أن تتفاقم أوجه استنزاف الاقتصاد، مما يؤدّي إلى مضاعفة التحدّيات التي تواجهها الاقتصادات المتعثّرة أساساً.