في رسالة إلى القادة والنخب العالمية، يعبّر أطفال الأغلبية العالمية عن إحباطهم من النظم الاقتصادية الحالية التي تضع الأرباح والنمو اللامتناهي فوق أمانهم ورفاهيتهم في عمل فني غنائي مشترك بين صانع الأفلام السوداني الشهير أمجد النور[1] وغرينبيس الشرق الأوسط وشمال افريقيا. كلمات الأغنية تسلط الضوء على معاناة الأطفال من رعاية صحية وتعليم والصحة وغيرها. الفيديو الكليب هو نقد قوي للنظام الاقتصادي والمالي التي تخدم الأغلبية من خلال الدفع نحو استغلال الناس والكوكب. فيغني الأطفال “أحلامنا ليست للبيع” ويطالبون بالعيش الكريم في عالم أكثر سلامًا واستدامة، حيث يمكنهم الازدهار.
شاهد الفيديو الموسيقي على قناة اليوتيوب الخاصة بغرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وعن هذا التعاون، قال أمجد النور: “يسعدني التعاون مرة أخرى مع منظمة غرينبيس في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في فيديو موسيقي جديد وجريء يقدم رسالة قوية حول الرفاهية، خاصة في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم. إذ أن الرفاهية لا تنفصل عن قيمنا الأساسية، وتفكيك الأنظمة الاستعمارية الجديدة، والسعي لتحقيق العدالة. هذه النضالات مترابطة بشكل عميق، ولا يمكن تحقيق أي منها بالكامل دون معالجة القضايا الأخرى.”
تعاني المجتمعات التي تواجه أزمات متعددة في المنطقة وفي جزء كبير من العالم، بما في ذلك الصراعات المدمرة والتداعيات المتزايدة لأزمة المناخ، من الوقوع في نماذج اقتصادية استخراجية واستعمارية جديدة تغذي أزمة الديون [2]. إذ تواجه الدول الـ 26 الأفقر في العالم، والتي تشمل دولًا في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أعلى مستويات الديون منذ العام 2006، مما يفرض عبئًا إضافيًا على الناس.[3]
وقالت مديرة الحملات في منظمة غرينبيس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حنان كسكاس: “يتحمل الأطفال في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وطأة أزمة عالمية لم يتسببوا فيها. ويواجه العالم الجنوبي مزيدًا من الظلم حيث تستمر الدول الغنية الملوثة في دعم قواعد مالية عالمية غير عادلة لا تصب في مصلحة الشعوب. يشمل ذلك التوزيع غير المتكافئ للتمويل المناخي، والذي يأتي في المقام الأول على شكل قروض تزيد من مشاكل الديون في الدول، والشروط المتعلقة بالديون التي تفرضها المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والتي تزيد من التحديات الاقتصادية وتفاقم هشاشة المناخ في تلك الدول”.
يؤدي هذا الخلل الى تعميق معاناة الفئات الأكثر ضعفًا، خاصة مع تفاقم الصراعات المستمرة في المنطقة بسبب الأنظمة ذاتها التي تستمر في تكريس أوجه عدم المساواة المناخية والاقتصادية. لتصحيح هذه الفوارق وضمان مستقبل مستدام لأطفالنا، نحتاج إلى اقتصاد يتجاوز مقياس الناتج المحلي الإجمالي ويضع رفاهية الناس والكوكب في جوهره.
ملاحظة:
[1] هذا التعاون هو الثاني لأمجد النور مع منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. صدر الفيديو الأول العام الماضي في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، والذي تناول قضية العدالة المناخية، بعنوان “الملوث يدفع“.
[2] يونيو 2024 يحطم الأرقام القياسية: منظمة غرينبيس في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطالب بالمساءلة[3] البنك الدولي: الدول الأفقر تواجه أسوأ ديون منذ عام 2006.
انضموا إلينا في رفع أصوات أطفالنا والمطالبة بعالم أفضل، حيث تكون رفاهية الإنسان والبيئة هي الأولوية.
انضموا إلينا