أبحرت سفينة غرينبيس الأيقونية تحت اسم “رينبو واريو- Rainbow Warrior” لأول مرة في أواخر السبعينيّات. مذّاك، اكتسبت السفينة رمز المحارب بلا منازع، وباتت تشكل، بنُسخِها الثلاثة، مرادفاً لمعنى كسر الحدود في إطار حملاتها الهادفة لرفع القضايا البيئية عالياً. لا تزال سفينة غرينبيس الأيقونية إلى يومنا هذا شعلةً للأمل، ورمزاً للتحرُّكات السّلمية في محيطات العالم وبحاره.

تعتبر سفينة “رينبو واريور” أولى سفن غرينبيس وأكثرها شهرة. في عام 1977، تمّ شراء سفينة الصيد السابقة من قبل غرينبيس، قبل أن تصبح المحاربة التي نعرفها اليوم. بين الأعوام 1977 و1985، لعبت السفينة دوراً أساسياً في عملنا البيئي، الهادف إلى بناء عالم أكثر عدلاً واستدامة.

في أعقاب كارثة تسونامي في المحيط الهندي عام 2004، وما نتج منها من تلوّث إشعاعي، شاركت السفينة في نقل سكان جزيرة “ينجيلاب” الصغيرة إلى جزر مارشال، وقدمت لهم مساعداتٍ إنسانية. وانطلاقاً من كونها سفينة أبحاث مزوّدة بمعداتٍ متخصّصة وطاقم شديد المهارة، استضافت “رينبو واريور” مئات العلماء على متنها للمساعدة في دراسة وفهم النُّظم البيئية البحرية، وتقييم الآثار المدمّرة للتلوّث البلاستيكي في محيطاتنا، حتى أنها ساعدت في مراقبة مستويات الإشعاع قبالة سواحل فوكوشيما في اليابان.

عملياً، يمكن القول إن سفينتنا الأيقونية أبحرت عبر المحيطات، لسنواتٍ طويلة، لتسليط الضوء على الحاجة إلى حماية كوكبنا، وتعزيز الحلول المستدامة للمشكلات البيئية، فضلاً عن دعم مجتمعات الخطوط الأمامية في جميع أنحاء العالم.

أصل التسمية والشّعار

تمّ استيحاء تسمية سفينة “رينبو واريور” وشِعارها من نُبوءة إحدى قبائل الشّعوب الأصليّة في أمريكا الشمالية، وتحديداً قبيلة “كري”، التي تنبّأت بعودة روح الهنود الشجعان “بعد استنفاذ موارد الأرض، وهؤلاء سيُعرفون بمحاربي قوس القزح”.

انطلاقاً من هذه النُّبوءة ومعناها الأسطوري القديم، ومن التنوّع الذي تحمله ألوان قوس المطر احتفاءً بمفهوم التعدّدية، استلهَمت غرينبيس التسمية الخالدة في التاريخ. لاحقاً، ظلّت تسمية “محاربة قوس القزح” متداوَلة بين نشطاء المنظّمة وأوساطها، حتى تقرّر في العام 1978 أن يُطلق اسم “رينبو واريور” على سفينة غرينبيس الأولى. ولهذا السبب، يتّشح هيكل السفينة اليوم بألوان قوس المطر المدهشة، ويتخلّله حمامة سلام تحمل غصن زيتون – في ترميز لا يترك أي مجال للشكّ حول مهمّة غرينبيس السلمية، والبعيدة تماماً عن أي مظهر للعنف.

أنشطة “رينبو واريور” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

يمتلك مركبنا الشراعي الأيقوني تاريخاً طويلاً مشتركاً مع مؤتمرات المناخ العالمية، إذ لعبت “رينبو واريور” دوراً رئيسياً على مرّ السنوات الماضية في تسليط الضوء على أهميتها، وفي بناء جسرٍ بين قاعات المؤتمرات والعالم الخارجي. خلال رحلة السفينة الأخيرة إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2016 ، انطلقت “رينبو واريور” بجولة من لبنان تحت شعار “الشمس تجمعنا”، الهادفة آنذاك إلى نشر التوعية بأهمية الطاقة الشمسية، لتبلغَ محطّتها النهائية في المغرب، حيث عقد مؤتمر COP22.

أثناء رسوّ “رينبو واريور” في كلٍّ من بيروت وطنجة والدار البيضاء، قام آلاف الأشخاص بجولة على متنها خلال أيام القارب المفتوح، حيث اكتشف الجمهور الجوانب المختلفة لنشاط السفينة، وقد جرى تعريفه بمنظمة غرينبيس وأهمية عملها البيئي، مروراً بعرض غايات مؤتمر المناخ السنوي وأهميته.

إضافة إلى ما سبق، رحّبت السفينة الأيقونية بالمسؤولين في جولاتٍ خاصة، واستضاف على متنها مؤتمرات صحفية مرتبطة بمؤتمر مراكش للمناخ (COP22)، وفي أحيانٍ كثيرة كانت بمثابة صرحاً ثقافياً ومسرحاً للعروض الموسيقية، حتى أنها استضافت أسواقاً للمأكولات على سطحها.يذكر أن “رينبو واريور” هي جزء أساسي من أسطول غرينبيس، الذي يضم سفينتين أخريين هما: “أركتك صنرايز” و”ويتنِس”، والذي أبحر في بحار ومحيطات العالم لأكثر من خمسين عاماً، دفاعاً عن العدالة البيئة ومن أجل حماية كوكبنا.

دفاعاً عن محيطاتنا

نملك الآن فرصة التغيير، وذلك عبر وضع أجزاء من المحيطات، تلك الأكثر أهمّية وضعفاً منها، خارج نطاق التهديدات المدمّرة.

انضم إلينا