علٌقت غرينبيس الشرق الأوسط وشمال افريقيا على البيان الصادر عن المملكة العربية السعودية، الذي يتضمن إطلاق “مبادرة السعودية الخضراء” و”مبادرة الشرق الأوسط الأخضر”،مشيرة الى ان اعتراف المملكة بتحمل جزء من المسؤولية، كدولة منتجة للنفط، في ما يتعلق بأزمة تغير المناخ، يعتبر عاملاً مشجعاً و خطوة كبيرة إلى الأمام. ونأمل أن يترجم هذا الإعتراف إلى إجراءات سريعة كي تتخلى عن اقتصاد مبني على النفط، وليس فقط في الاستهلاك المحلي، بل أيضاً في ما يتعلق بتصديره إلى الخارج.

يجب أن يتحول تركيز الدولة إلى نموذج اقتصادي يساهم في حماية صحة سكانها والأجيال القادمة، وذلك عبر حماية البيئة والمناخ. ويجب أن يتضمن ذلك التحول الاقتصادي للمملكة من مسار الإستهلاك المفرط إلى الاستخدام الفعال للموارد والصناعة المستدامة التي يحركها الأفراد عوضاً عن استهلاكها فقط. 

إن وضع أهداف طموحة لمصادر الطاقة المتجددة يعتبر مبادرة رائعة ولكن يجب معالجة جوهر المشكلة، حيث يجب سحب الوقود الأحفوري من الإستخدام لحماية الأجيال القادمة. ولكن للأسف لم تذكر “المبادرة الخضراء” مسألة صناعة الوقود الأحفوري. 

ثم إن مفهوم تعويض الكربون يعد مشكلة  بحد ذاتها لأنه لا يعالج القضية الأساسية لمشكلة الانبعاثات الكاربونية، بل في غالب الأحيان يتم إستخدامها كشكل من أشكال الذريعة للاستمرار بالصناعات البترولية. حيث أن زراعة الأشجار والانتظار لأكثر من عقد من الزمن لجمع ما يكفي من الكثافة البيولوجية القادرة على تعويض نسب إنبعاث الكربون العالي، والأمل بالحد من انتشار الجفاف، وحرائق الغابات والأمراض الناتجة عن الاحتباس الحراري هي ليست بحل، وقد يكون هذا جزء من إستراتيجية أوسع ولكن من المستحيل أن يكون حل قائم بحد ذاته لتخفيف المشكلة المناخية. 

المطلوب هو العمل على عامل التخفيف من حدة المناخ من أجل تحقيق الأهداف المنصوص عليها في اتفاقية باريس. اذ غرينبيس قلقة من مخاطر ثاني أكسيد الكربون، وتدعوا إلى إتخاذ إجراءات متضافرة للحد بشكل كبير من الانبعاثات .

هناك نقص في المعلومات حول عملية التشجير الضخمة التي سوف يتم العمل عليها، العديد من الأسئلة تطرح حول تأثير هذه العملية على البيئة، وتأثيرها الحاد على النظم البيئية. وايضاً أسئلة أخرى تطرح حول مصدر المياه الذي سيروي مساحات شاسعة من الأشجار في أراضٍ صحراوية وهنا نسأل أيضاً، هل سيتم إستخدام النفط الأحفوري لتحلية المياه من أجل ري هذه الأشجار؟

أخيراً، لا يمكن إستخدام زراعة الأشجار كمبرر لاستمرار الانبعاثات. نحن بحاجة إلى تخفيض نسب إستخدام النفط الأحفوري، والحد من تصحر الغابات، إضافةً إلى حصول تغييرات جذرية للصناعات التي تبث غاز الكربون بشكلٍ كثيف.

تصدى لظاهرة تغير المناخ!

ان تأثير تغير المناخ بدأ بالظهور أكثر وأكثر…من موجات الحرارة  المتطرفة الى الجفاف والفيضانات التي تمتد على عواصم ومناطق عدة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

انضم إلينا