الحج 2020 – واقع جديد

اختلف مشهد الحج هذا العام، فلم نرى الجموع الغفيرة من البشر تأتي من مشارق الأرض ومغاربها لتعيش “رحلة العمر” عبر تأدية الركن الخامس في الإسلام. فبعد قرار المملكة العربية السعودية بالسماح فقط لعدد محدود للمواطنين والمقيمين لدخول هذا المكان المقدس نتيجة لتفشي وباء كورونا أدركنا أن هذا الواقع الجديد يحتم علينا التفكير بشكل مختلف لنضمن استمرارية هذه العبادة كما عهدناها.

© وزارة الإعلام في المملكة العربية

لقد أرست كورونا قواعد جديدة لتأدية هذه العبادة بشكل آمن وصحي حيث أعلنت وزارة الحج عن إجراءات إلزامية من حظر لمس الكعبة إلى فرض مسافة تباعد بين كل شخص وآخر أثناء أداء المناسك، كما حظرت التجمعات بين الحجيج.

هذه التدابير التي نتجت عن هذا الوباء فرضت علينا أسلوب عيش جديد. وهذا الواقع يحثنا للتفكّر بكوكبنا والتحديات التي تواجهه والحلول المعاصرة التي علينا اعتمادها لما فيه خير الإنسان بشكل عام والديار المقدسة بشكل خاص. والطاقة الشمسية هي في طليعة هذه الحلول. 

 فرص سانحة وثروة هائلة

مكة المكرمة هي إحدى المدن السعودية التي لديها طاقة شمسية غير مستغلة. ومن الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية تتمتع بميزة جغرافية مهمة كونها تقع على “الحزام الشمسي العالمي” وهي منطقة تحصل على أطول فترات أشعة الشمس على مدار السنة.  ونتيجة لهذا الموقع الفريد يعتبر هذا البلد من أغنى الدول بالطاقة الشمسية ويمتلك قدرات هائلة لتوليد كميات ضخمة من الطاقة تستطيع تشغيل مرافق البلد بأكمله وإمكانية تصدير فائض الكهرباء إلى دول الجوار. 

استثمار آيات الله في خدمة ضيوف الرحمن

هناك فرصة سانحة لاستثمار الطاقة الشمسية في مكة التي تستقطب ملايين البشر على مدار السنة وتحتاج لكميات ضخمة من الكهرباء ليلا ونهارا. وتبذل المملكة العربية السعودية جهودا كبيرة في خدمة حجاج بيت الله الحرام من توسعة الحرم وتحديث البنية التحتية واستخدام أحدث التكنولوجيا لتسهيل مناسك الحج والعمرة .

© وزارة الإعلام في المملكة العربية

ومع أيام ذي الحجة المباركة حيث تسطع شمس مكة لتنير رحلة الحجاج هناك فرصة للتفكر بآيات ونعم الله. ففي هذه اللحظات التي تملؤها الروحانية، حيث يقف الكثيرون على جبل عرفة وهم يصلون ويدعون لأنفسهم ولأحبائهم وللأمة بمجملها، هناك فسحة لنتفكر كيف نتقرب من الله ونخدم هذه الأمة وجميع خلق الله انطلاقا من دورنا كخلفائه على الأرض. 

واليوم أكثر من أي وقت مضى تبرز أهمية الطاقة الشمسية كمصدر طاقة نظيف وصديق للبيئة يساهم في الحد من المخاطر البيئية ويلبي احتياجات الحجيج والمعتمرين. فنحن اليوم أمام فرصة تاريخية لتسخير الشمس كآية من آيات الله لتلبية متطلبات الطاقة في مكة عملا بقوله تعالى “وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ” 14:33.